الثلاثاء، 1 يناير 2013

تقارير وأخبار خاصة خاص بيت لحم 2000 طلبة المدارس فريسة الإعتداء والتحرش الجنسي


طلبة المدارس فريسة الإعتداء والتحرش الجنسي


خاص بيت لحم 2000- أحمد تنوح- دفنُ الرأس بالرمال والإنكار لن يغير الواقع ولن يلغي حقيقة ما يحدث في كثير من المدارس الفلسطينية، من تحرش أو إعتداء جنسي يحدث بين الاطفال والمراهقين، والمؤسف هنا هو عدم قدرة الغالبية العظمى من المواطنين للحديث عنه، باعتباره ممارسات مشينة يرفضها المجتمع والدين والقانون.

ما هو الاعتداء والتحرش الجنسي على الطفل؟

الإعتداء الجنسي هو مصطلح يعني إعتداء ذو طبيعة جنسية تجاه شخص آخر، أما التحرش الجنسي فهو مُضايقة، تحرش، أو فعل غير مرحب به من النوع الجنسي، يتضمن مجموعة أفعال من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تضم التلفظ بتلميحات جنسية أو إباحية، وصولا إلى النشاطات الجنسية.

ناصر حمامرة، مرشد تربوي في تربية محافظة القدس، تحدث لراديو بيت لحم 2000 عن هذه القضية قائلا: “الاعتداءات والتحرشات الجنسية موجودة في كافة المجتمعات، ولكن في مجتمعنا الفلسطيني لإعتبارات تتعلق بثقافة العيب والحرام تحد من تناول الموضوع بشكل علمي وصحيح، على الرغم من وجود هذه الإعتداءات، فهناك بعض الحالات لأطفال صغار في السن تعرضوا لتحرشات جنسية وهناك أرقام لضحايا التحرش الجنسي، ولكن لم تصل هذه الاعتداءات الى مستوى ظاهرة”.

مهارات حياتية تحمي الطفل من أن يكون فريسة سهلة للمعتدين جنسياً

وأضاف حمامرة، “هناك حالات من أطفال المدارس الفلسطينية تعرضوا للتحرش أو الإعتداء الجنسي الكامل، وتم متابعة هذه الحالات ضمن البرامج التي تعمل بها وزارة التربية والتعليم، وهناك حالات نتيجة ما اكتسبوه من مهارات حياتية ساعدتهم أن لا يكونوا فريسة للمعتدين والجانة بالاعتداء الجنسي على الرغم من أنهم أطفال، والحديث هنا عن مهارات ذهنية وفكرية تحد وتمنع المعتدي والجاني؛ لأن أغلب الحالات يكون فيها الجاني والمعتدي من داخل العائلة ومن المقربين والمؤتمنين، وهنا يكمن الخطر الأكبر”.

وأشار إلى أن “هناك عملية مبرمجة ومنهجة للإعتداءت الجنسية، نتيجة التسرب المدرسي وخروج الطلبة والأطفال إلى أماكن عمالة الأطفال، وبالتالي يكونوا فريسة سهلة لبعض المعتدين، ونتيجة عدم الوعي بشكل كافي ومناسب لدى الأطفال والاسرة يؤدي ذلك لزيادة الحالات المجني عليها بشكل أكثر، بالاضافة إلى إستخدام الاطفال والمراهقين للتكنولوجيا – السلاح ذو الحدين- من خلال مشاهدتهم للصور الإباحية على الإنترنت والتي تثيرهم، وأيضا طبيعة العملية التوعوية داخل الأسرة في مجتمعنا غير كافية وغير صحيحة، فهي تدفع الطفل الى البحث من خلال مواقع الانترنت عن تفاصيل أكثر للعملية الجنسية وأغلب هذه المواقع تكون خاطئة ومضللة”.

في السادسة من عمره تعرض لإعتداء جنسي داخل حمام

وأردف المرشد التربوي في تربية محافظة القدس قائلا: “أعددنا برنامج تدريب طويل من خلال التربية والتعليم ومركز الدراسات النسوية في القدس، للمرشدين والمرشدات بالمدارس، وأثناء عملية التدريب والعمل الميداني كان هناك أطفال يفصحون عن تعرضهم لتحرش أو إعتداء جنسي”.

وروى حمامرة خلال حديثه لراديو بيت لحم 2000، قصة لطفل تعرض لإعتداء جنسي عندما كان عمره 6 سنوات في أحد الحمامات، قائلا: “خلال العام الدراسي الحالي 2012، أتى الى مكتبي والدي طفل وقالوا لي لماذا كنت تتحدث عن طفلنا من خلال وضعك صورته على حائط الصف؟ فقلت لهم أن الصورة هي لمجسم لإطفال من المهارات الحياتية للحفاظ على الخصوصة وليست لطفلهم، فبدأت الأم تقص لي ما يحدث مع إبنها في المنزل فتقول ان طفلها عندما يدخل لحمام البيت يترك الباب مفتوح ولا يسمح لأحد بأن يغلقه؛ وذلك بسبب تعرضه لإعتداء جنسي داخل أحد الحمامات عندما كان بالصف الاول بعمر 6 سنوات، ووهو الأن بالصف السادس وما زال يفعل ذات الشيء. وخلال كل هذه الفترة لم يجد الأب والأم أحدا يتحدثون معه عن هذه القضية، فنتيجة وجود الطفل في أحد البرامج التي نعمل بها وأثناء شرحنا على مجسم ضمن حصة صفية إعتقد الطفل أننا نشرح ونتحدث عن مشكلته جراء الصدمة التي تعرض لها في طفولته، والأن هو مدمج ضمن أنشطة وبرامج إجتماعية معي من أجل تخليصه من الصدمة والخوف النفسي”.

ووجه المرشد التربوي نصيحة لجميع الاطفال والطلبة في المدارس بأن “يتوجهوا للمرشد التربوي، ويستفسروا عن أي شي غير واضح بالنسبة لهم؛ لأن المرشد مؤتمن على ذلك، وهو العنوان الرئيس للطفل، وأن يتوجهوا لوالديهم في المنزل، والمطلوب هنا من الاهل أن يستمعوا بالاذن الثالثة والحنونة لطفلهم، وأن يكون بينهم حوار هادف”.

لتحمي طفلك من الإعتداء والتحرش الجنسي
1- النصيحة المعتادة ”لا تكلم الغرباء” لا تنطبق هنا حيث أن المعتدي غالبًا هو شخص قريب من الطفل.
2- علم طفلك المعلومات الأساسية عن الجنس، علمه أن هناك مناطق (خاصة) لا يجب أن يلمسه أحد فيها، ولو كان الأهل غير مرتاحين أو يشعرون بالحرج من ذلك الكلام فإن الخال أو الخالة، العم أو العمة، المدرس أو المدرسة، أو الطبيب النفسي يستطيع توصيل تلك المعلومات للطفل.
3- أخبر طفلك أنه لو أحد حاول الاقتراب منه أو لمسه بطريقة جنسية فإن ذلك خطأ كبير ويعاقب عليه القانون، أعطه الثقة كي يستطيع الدفاع عن نفسه تجاه أي شخص يحاول استغلاله.
4- لا تجبره على إعطاء الأقارب أحضان وقبلات.. دعه يعبر عن مشاعره بالطريقة التي تناسبه.
5- أعطه أوامر واضحة ألا يركب السيارة أبدًا مع غرباء ودون إذن مباشر منك.

وتذكر أن الإساءة الجنسية لا يجب أبدًا أن تكون مقترنة بالعنف، إن الأطفال بطبعهم يميلون إلى الثقة والاعتماد على الآخرين، وقد ينفذون الأوامر المعطاة لهم إن كان ذلك سيكسبهم القبول والحب.

ما عليك فعله عند الشك في وجود إعتداء او تحرش جنسي
1-  لو أباح لك طفلك إن أحدًا اعتدى عليه جنسيًا، أهم نقطة أن تأخذ ما يقوله بجدية لأن كثير من الأطفال المساء إليهم جنسيًا لا يصدقهم أحد، عندما يطلب الطفل المساعدة ويتم تجاهله فغالبًا لن يكرر أو يغامر بالإفصاح ثانيةً، ونتيجة لذلك يستمر استغلاله شهور أو سنوات.
2- استمع إلى تفسير طفلك وهو يشرح الإساءة.
3- تأكد إنك ستقوم بالإبلاغ عن الإساءة وأن تشرح لطفلك أن ما حدث ليس خطأه.
4- أعطه الكثير من الحب، الطمأنينة والأمان، لو كنت غاضبًا تأكد أن يعرف أن ذلك الغضب ليس موجهًا ضده، أخبره إنك فخور بشجاعته وإنك تفهم إنه خائف ومذعور وخاصةً لو كان من يسيء إليه أحد أفراد العائلة.
5-  أخبر أحد واطلب مساعدة، طبيب أطفال، استشاري نفسي، ضابط بوليس، أخصائي اجتماعي أو مدرس.
6- لو كان المسيء صديق أو أحد أفراد العائلة قد يغريك هذا أن تحاول حل المشكلة وحدك، ولكن غالبًا عندما يحاول الأهل حل تلك المشكلة بمفردهم فإنهم يبؤون بالفشل.

العلاج
1- واجه الحقيقة بشجاعة.
2- سيطر على الموقف.
3- واجه المشكلة حتى تتجنب تكرار حدوث الإساءة ثانية.
4- ناقش المشكلة مع طبيبك النفسي.. فهو يستطيع أن يقدم لك المساندة والنصح.
5- لابد من تبليغ الأمر للسلطات المختصة واطلب التدخل.

وتذكر إن الكلام عن الاعتداء الجنسي قد يكون قاسيًا جدًا على الطفل لو تم تهديده من قبل المعتدي، والذي غالبًا ما يعرفه الطفل جيدًا، ونفس درجة الصعوبة قد تكون لديك إذا كنت تعرف ذلك الشخص، ولكن الإبلاغ يجب أن يحدث حتى تمنع وقوع ذلك لأطفال آخرين. يجب تقدير ذلك الأذى الذي تعرض له الطفل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق