*هل نجد الحب الحقيقي عبر الشبكة العنكبوتية؟
www.catchme.co.il.
إخواني وأخواتي الأعزاء:
... هل من الممكن أن تتولد علاقة حب بين شاب وشابة عن طريق مواقع تعارف؟
...وهل من الممكن أن تودي هذه العلاقة إلى زواج ناجح يسعد به الشخصين؟
أطرح عليكم اليوم هذا الموضوع لمناقشته من كل الجوانب وذالك حتى تعم الفائدة وتتضح الصورة لكل من أقدم أو أقدمت على هذه الخطوة عبر مواقع التعارف العربية التي تحتل أوج صفحات الإنترنت الدولية.
قد انتشرت في الآونة الأخيرة مواقع المحادثة الالكترونية وأصبحت تغزو كل بيت سواء عن طريق الشبكة العنكبوتية أو عن طريق أجهزة الهواتف النقالة والتي لا تخلو منها يد كل شاب أو شابة سواء كان في مقتبل العمر أو في عمر المراهقة ,حيث أصبح من الصعب فرض الرقابة على الأبناء والبنات وذلك لاختراق هذه التقنية التي باتت من أهم سلم أولويات أبنائنا وبناتنا.
البعض منا يستغرب ويستنكر شعور الحب الذي يحصل بين شخصين عبر شاشة الحاسوب التي تحتضن المواقع الالكترونية للتعارف بين الذكر والأنثى ويقول: كيف لنا أن نعشق شخصاً لم نصادفه ونعرفه على حقيقته؟
خصوصا أن مجتمعنا مجتمع محافظ ومتشدد لدرجة انه يرفض أحيانا وبشدة فكرة التعارف عبر هذه المواقع.
ولكن السؤال المطروح على كل من يتجاهل مشاعر الآخرين وحقهم في اختيار شريك الحياة المنطبقة عليه كل المواصفات المناسبة والتي قد تقود إلى حياة سعيدة ورغيدة هو:
*ما هو الفرق بين إيجاد شريك الحياة عبر الشبكة العنكبوتية والتعارف بالطرق المعروفة التقليدية؟
برأيي ليس هناك فرق بالقدر الملحوظ بين الطريقتين, وهذا يعود لعدة أسس ومقاييس, إذا تواجدت في الشخص ذاته, بإمكانه خوض تجربة عاطفية جدية, تسودها كل معاني الاحترام والود للتعامل مع ألطرف المقابل.
ومن وجهة نظري أنه من أهم الأسس ألتي حبذ لو يتمتع بها كل شخص منا وهي:
1- الاحترام: الاحترام كلمة بالغة في المعنى والهدف، ولها الأثر الهام بنجاح أي علاقة لو أحسن المرء التعامل بها وأدركها، ولمفهوم الاحترام تأثيرات إيجابية عديدة. أقلها تعامل البشر مع سواهم بمفاهيم راقية تحددها المشاعر الخاصة. فاحترام الذات أولاً هي صفة سامية يتمتع بها كل شخص عاقل ومنطقي, فأساس أي علاقة تنشأ بين الطرفين هي الاحترام, احترام الشخص لذاته واحترامه للطرف الأخر, فالاحترام الناشئ بينهما هو الأساس الأولي للعلاقة, وأي علاقة لا تبنى وفق هذا الأساس فهي حتماً لن تدوم كالبيت الذي لا يبنى وفق أساسات أولية فهو حتماً مهما طال الزمان سيهدم ذات يوم وذلك لعدم بنائه منذ بدايته بأساس متين.
2- الصدق: الصدق مرآة النفس النزيهة، فالصادق يكشف عن نزاهة نفسه, والصدق فضيلة لا تتوفر في إنسان إلا ورفعته إلى أوج السعادة النفسية وذروة الكمال الذاتي ومنتهى معاني الإنسانية.
فلم لا يصدق كل شخص منا مع الطرف الأخر ويكون شعاره وسلاحه هو الصدق النزيه الذي حتماً سيغدو نوراً لعلاقتهما بدلاً من ظلام دامس.
3- الحوار والتفاهم: الحوار بين الطرفين هو مفتاح التفاهم والانسجام، فهو القناة التي توصلنا إلى الآخر. فعندما نتحاور إنما نعبّر عن أنفسنا بكل خبراتنا الحياتية وبيئتنا التربوية الاجتماعية والنفسية، نعبّر عن جوهر شخصيتنا وعن أفكارنا و طموحاتنا.
أعزائي الكرام إذا امتزجت هذه الصفات والميزات السامية في الشخص وزرعت داخله وباتت ميزة سامية يتمتع بها في كل زمان ومكان وحينٍ وشأن, فما الفرق بين التعارف عبر مواقع الإنترنت أو التعارف التقليدي الذي ربما يجمع بالشخصين في الشارع أو مكان العمل أو مناسبة عائلية أو صدفه في زمان ومكان غير محددين؟
إنه لمن المتوقع أن يتم استغلال هذه المواقع لهدف الترفيه عن النفس أو التسلية من قبل بعض الشبان والفتيات الذين يرغبون في إشغال أنفسهم بعيدا عن متاعب الحياة اليومية أو الصراعات التي يواجهونها.
ولكن يبقى هنالك البعض الآخر من الناس حيث يفعمه الأمل في إيجاد شريك حياته الذي طالما سهر ليال طوال يحلم به, ويرسم حياةً رغيدة ومزدهرة يعيشاها معاً.
فلما الالتفات إلى البعض الذين يستخفون بهذه المواقع التي تعمل جاهدة على ملائمة الكثيرين من الأطراف لبعضها البعض اجتماعيا وعاطفيا ونفسيا, ويقوم باستغلال هذه المواقع لأغراض شخصية تتناقض مع المفاهيم والمقاييس السامية التي يتمتع بها الأشخاص المتواجدون والباحثون عن الطرف الآخر الحقيقي وعن الحب الطاهر, والحياة الهنيئة والرغيدة؟
ومن هذا المنطلق أعزائي تسنح لي יلفرصة بأن أستعرض رأي الدين بما يتعلق بالتعارف عن طريق مواقع الكترونية:-
يقول الشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد ـ عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
"هذه المواقع تقدم خدمة جليلة، حيث تدل كل طرف على الآخر بالطريق المشروع لإقامة العلاقة المشروعة، لا سيما لذوي الظروف الخاصة الذين قد لا يجدون من يناسبهم من حيث الظروف إلا في مثل هذه المواقع.
ولا حرج ولا إشكال في طريقة الإعلان من ذكر المواصفات العامة التي لا تسهب إلى حد الابتذال، وفي ذكر الشروط والمواصفات المرغوبة، بل ولا بأس – أيضاً – أن يصل التفاهم في البداية إلى حد المراسلة الجادة التي لا تُجرِّئ على المحادثة فضلاً عن اللقاء، وإنما ترتب للزيارة الأولى (زيارة الخطبة(
ولكن المشكلة تكمن في مدى جدية المعلنين من خلال هذه المواقع، لا سيما الشباب والذي يتصفح هذه الإعلانات إنما يتعامل مع أشخاص لا يدري ما حقيقتها، ولا يعلم الصادق من الكاذب، ولذا ينبغي أن تأخذ المرأة بالتأني والاحتياط".
ويقول رئيس دير تجلي الرب - رام الله واللواء - :
" الكنيسة لا تمنع ولا تسمح التعارف على الإنترنت، بل تحذر من هذا هدف التعارف، يجب أن يكون صادق وبنية حسنة، ويجب التعارف مباشرة على هوية الشخص المقابل، ما هي ديانته ومذاهبه وقوميته ثم يُباشر في الدخول في تفاصيل آراء وأفكار الآخر وإذا كانت جميع الأمور موافقة للمؤمن، فلماذا لا يتم الزواج، ولكن قبل إتمام الزواج يجب أيضاً أخذ فترة تعارف ومعاينة شخصية".
أعزائي.. أنا أعي وأعلم أنه ليس من السهل تحديد رأيك في الحب عن طريق مواقع التعارف العديدة عبر الشبكة العنكبوتيه الواسعة ولكن هناك الكثيرين ممن جمع بينهم الحب والتعارف لفترة كافية عبر هذه المواقع ويعيشون حياتهم كبقية الناس بسعادة وأمل مع أطفالهم وأسرهم.
فالزواج عن طريق النت قد يختلف من وجهة نظر الأشخاص وفي الأخير يعتمد على شخصية الشخص نفسه
واحترامه لذاته وللطرف الآخر الذي يحلم أن يلتقي به لهدف حب حقيقي وإنشاء أسرة سعيدة.
وبرأيي أن التعارف عن طريق الانترنت هو مرحلة أولية للتعارف بين كلا الطرفين، ومن المفروض أن يأتي بعدها مراحل أخرى كاللقاء في مكان عام أو اللقاء في بيت الفتاة وغيرها.. فيأتي دور الموقع وفكرة تأسيسه كمصدر للتعارف على أشخاص غير موجودين في إطار العمل والحياة اليومية لكل واحد منا.
وعبر موقعي " كاتشمي" www.catchme.co.il. الذي عملت جاهداً لإنشائه وبنائه ليكون طريقاُ يعبره كل شاب صادق مع نفسه وشابة صادقة مع نفسها ويرغبون في تحقيق حلم جميل, أعرف أنه من المتوقّع وجود أشخاص قد يستغلون الموقع لأهداف أخرى، أشخاص كذلك من الممكن أن نواجههم في كل مكان و زمان, وبيننا وبين المحيطين، لذلك نحن نطلب من المشتركين عامة والفتيات خاصة من اتخاذ الحذر وعدم منح الثقة العمياء لكل المشتركين.كما أننا نطلب من كل الأعضاء مراسلتنا عن كل مضايقة قد يتعرضون لها،ونحن بدورنا نقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة. فنحن تحاول ضمان أكبر قدر من الرقي، والمستوى الرفيع لتحقيق الهدف الأساسي من الموقع"
فالزواج عن طريق مواقع التعارف قد يختلف من وجهة نظر الأشخاص وفي الأخير يعتمد على شخصية الشخص نفسه واحترامه لذاته وللطرف الآخر الذي يحلم أن يلتقي به لهدف حب حقيقي وإنشاء أسرة سعيدة.
أدعوكم لتكونوا جادين وصادقين لربما شاءت الأقدار أن تجمع أطرافاً كثيرين وتقودهم للحياة السعيدة.
ولكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل بوجهات النظر والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون تقيد بأي حدود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق